قصة نجاح مع الاعلامية المميزة عبير اسماعيل/ ادارة البرنامج الشاعرة ايناس الطويل
إنّها الأستاذة عبير إسماعيل
من محافظة اللاذقيّة
زوجة الشهيد العميد بسام علي إسماعيل
الذي استشهد في معارك تحرير باب عمرو في حمص عام «2012»..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امرأةٌ مكافحةٌ، نحتت من الصخر بيتاً واعتلت عرشه بكلّ شموخ، وأمّ عظيمة لثلاثة أولاد(صبيّ وابنتين)، استطاعت مجابهة الحرب وحدها بعد استشهاد زوجها في معارك تحرير باب عمرو في حمص.
أنموذجٌ مقدّسٌ.. كيف لا وهي التي ما استسلمت يوماً، ونسجت مستقبلاً حريريّ الملمس، صخريّ المسلك بخطوات واثقة وقلب من حديد.
حصلت في بداية مشوارها على الشهادة الجامعيّة في الأدب الإنكليزي، واستفادت من محبّتها للتعبير والإنشاء في اللغة العربيّة في مجال دراستها الإنكليزيّة، فكان حصيلة خيالها الواسع في مادة الإنشاء الإنكليزية مواضيع على شكل قصص قصيرة جداً باللغة الإنكليزيّة.
كما أنّها تابعت دراستها بعد زواجها وإنجابها للأطفال، وحصلت على رسالة الماجستير «اختصاص ترجمة».
وهاهي الآن...
* موظّفة في مديرية زراعة اللاذقية
(رئيسة قسم في دائرة الاقتصاد والتسويق).
*عضو مجلس إدارة في تجمّع اللاذقية قلب واحد، مسؤولة عن ملف أسر الشهداء، وجرحى الجيش،
بإدارة عضو مجلس الشعب الدكتور«سمير الخطيب»،
مع عدد من أعضاء مجلس الشعب، وأعيان المحافظة من رجال دين و رجال أعمال.
والذي كان له الدور الكبير في تهدئة أيّ حراك كان من الممكن أن يؤدي إلى تخريب في مرحلة حرجة من الأزمة، وساهم في تعزيز أواصر المحبّة واللحمة الوطنية بين أطياف الشّعب في المحافظة؛ من خلال الكثير من اللقاءات مع الناس،والكثير من الفعاليّات الميدانيّة، والنظر في رغباتهم في أيّ تطوير في تلك المرحلة الصعبة من الأزمة وقد نجح في ذلك نجاحاً ملحوظاً على أرض الواقع.
*وقد كُرّمت من قِبل رئيس فرع الحزب والمحافظ في
محافظة اللاذقية لِما قدمته من جهود في خدمة الجرحى من علاجات وأجهزة طبيّة وأطراف..وغيرها ...
هذه الشخصيّة الواثقة رسمت خطوط حياتها العمليّة والعائليّة والدراسيّة والثقافيّة بكل إتقان، فكانت تسير بخطوط متوازية إلى حدّ كبير مع كامل الرعاية والاهتمام لكلّ جانب.
لم يكن الأمر بهذه السهولة لكنّها شخصيّتها التي تحبّ العمل والسعي وراء ما تطمح إليه من علم ومعرفة، وحضور مجتمعي قويّ دفعها لهذا الاجتهاد كلّه؛ فلم تستسلم للمصاعب، وكانت صاحبة قرار، والحمدلله هاهي اليوم راضية كلّ الرضا عمّا حقّقته في حياتها.
لم تكن بطلتنا تترك أيّ فرصة تستطيع من خلالها تقديم الفائدة للغير، فقد قامت بعدّة دورات في «الدّفاع المدني»، وحصلت على شهادة رسميّة في التمريض والإسعافات الأوليّة، ولم تتوان في فترة الحرب من تقديم أيّة خدمة ميدانيّة.
وعندما سألتها عن هوايتها فوجئت بهذا الردّ، فهي آخر هواية كانت تخطر في بالي، فامرأة من عبير، مرهفة، كيف تقوى على حمل السّلاح؟!
هوايتها هي الرّماية، فقد تعلّمت أصولها على مختلف أنواع الأسلحة.
وتقدّمت إلى دورة كتائب مسلّحة، تعلّمت وتدرّبت فيها على أصول الرمي، وحصلت على شهادة كتائب مسلّحة
رسميّة موقّعة من العماد مصطفى طلاس سابقاً..
وهذه الشهادة خدمتها كثيراً أثناء حربنا الأخيرة
في حماية نفسها وأولادها، وخصوصاً بعد استشهاد زوجها..في محافظة حمص، ريثما عادت مع أولادها إلى المحافظة الأم (اللاذقية).
أحبّتِ القراءة منذ صغرها، بحثّ وترغيب من والدتها رحمها الله، التي كانت تتّبع أساليب ترغيب كثيرة
من هدايا ومصروف جيّد وغيرها من المغريات- التي تُفرح الطفل- لمن ينهي قراءة أوّل قصّة والثانية والثالثة، وهكذا...حتّى أصبحت القراءة ديدنها، وأصبحت قارئة جيّدة، ومتذوّقة جيّدة للكلمة الجميلة و التعبير العذب... وهذا ما أسهم إلى حدّ ما في كتابتها لبعض الخواطر البسيطة بأسلوب جميل وأنيق ما جعلها عضواً مسؤولاً في ملتقى الشام الثقافي العالمي
الذي تقدّره وتحترم العمل فيه بكلً محبّة كما ذكرت لي.
ومن حبّها للقراءة كانت تقرأ كتب والدتها الجامعيّة
في علم النفس والفلسفة،فما إن بدأت حتّى كبّلها الشغف بمواصلة القراءة، قرأتها كاملةً على مرّ السنوات الأربع من دراسة والدتها.
فعلم النفس على حدّ توصيفها: علم عظيم،فيه معرفة أغوار الإنسان وتفكيره،ممّا عزّز فراستها في معرفة شخصيّة من حولها إلى حدّ لا بأس به.
لم ينته الشغف، ولم تتوقّفِ الرغبة الجامحة بالمزيد من التألّق والعطاء، فتابعت السعي لتحقيق ما تطمح إليه وعزّز ذلك حبّها الشديد لمجال الإعلام وخصوصاً
مجال الاذاعة والتلفزيون، فكما يشهد لها الكثيرون
فإنّها تتمتّع بكاريزما خاصًة في الحضور وتمتلك صوتاً إذاعيّاً جميلاً، تشهد عليه محطات إعلامنا السوري التي استضافتها في عدّة لقاءات.
ممّا جعلها تقدّم عدّة احتفاليات قامت بها المحافظة في المركز الثقافي لتكريم جرحى الجيش وبحضور وزاريّ وإعلاميّ لافت.
فصنعت بصمة قويّة في مجال التقديم في العديد من المهرجانات التي أقامتها المحافظة في المراكز الثقافيّة.
فحقّ علينا تسليط الضوء على هذه الحياة الحافلة بكثير من الجهد والتعب في هذه الظروف القاسية لتأمين مستقبل أولادها على جميع الصُعد أولاً، ولإثبات وجودها على أرض الواقع واستمرارها مع ما ترغب تحقيقه في مجال العمل والمجتمع ثانياً.
هذه الحياة الممنهجة بأسلوب يعتمد السياسة الباردة
فهي لا تستعجل عملاً ولا نتيجةً، تعرف أنّها ستصل
بهدوء وثقة، فخطواتها محسوبة وثابتة قدر الإمكان،
وأرضها التي تقف عليها قويّة ومتوازنة بسبب ثقتها بالله وبنفسها.
نفخر ونعتزّ بك مثالاً يحتذى.
دمت بخير وعطاء.
ادارة البرنامج الشاعرة ايناس الطويل
تعليقات
إرسال تعليق