مرايا الغيم // بقلم الشاعرة صباح عيسى
مرَايا الغَيْم
على خصرِ المنحدرِ الأزرقِ
تمطرُ مرايا الغيمِ
كرَزَ الذّكريات.
ليسَ الفصلُ ربيعاً
ولا مكانَ للحكايات.
بفوضى عارمةٍ
تتراكضُ أوراقُ الخريف
حولي
على الطّرقات
سألتُ عنكَ
قالوا
مازالَ يرسمُ كلَّ فجرٍ
عيوناً عسليّة
يسلّمُها للرّيح
ويولِمُ للصّباح.
هل تدركُ رمالُكَ
أنّني البحرُ
وأنّ ملحَكَ يهمي شوكاً
في كبدي
كلّما عبرَ طيفُ ألوانِكَ
المنسيّةَ
ظلالَ تلكَ الصّخور
وأنّ آلافَ الرؤى
تتكسّرُ فوقَ أمواجي
يلتقطُها الصيّادون
والشّعراءَ
وبعضُ الصبيةِ
الذين ألِفوا ملامحي
في الأصدافِ التي يجمعون .
دعوا القمرَ غافيا
فبعضُ النجومِ
تتقنُ الاصطفافَ بترتيبٍ باذخٍ
على رفوفِ الذّاكرة
أبطالُها نيامٌ
ولّى زمنُ المعجزاتِ
وبشارة الوردِ.
ماعادتِ الرّيحُ تحملُني
ولا الماءُ يزفرُ عبراتي
أيّها الثّائرونَ في الحبِّ
أعيدوني
مع نوارسَ البحرِ
فوقَ راياتكمُ المهزومةَ
بالدّمعِ والفراق
وأنينِ الاشتياق
أعيدوني
زورقاً من ورق
بساتينَ عطرٍ
في لُجّةِ الأمنيات
ابتسامةً
تزنّرُ وجهَ المساء
أنا السّابحةُ
في مرايا الغيمِ
في سماواتِ الألق
هل تفعلون..؟
صباح عيسى
تعليقات
إرسال تعليق