قصيدة خلت الملاك وقد أتى // بقلم الشاعر سمير أحمد تشتوش
خلت الملاك وقد أتى
خِـلـتُ الـمـلاكَ وقـد أتـى يـازيـنـــبُ
وانا عـلـى مـتـن الـفـراش مُـغـيَّــبُ
عـرقـي تـصـبَّـب كالمُـزون بجـبهتـي
ووسـادتـي مـن مـاء عـينـي تشــرب
ضـاقت بـي الأنـفـاس واسـتدَّ النوى
و كـأنـَّنـي بــفــؤوس عـــزمٍ أُضــرَبُ
وتـلعثمت شـفـتاي مـن أثـر الـجـوى
بـرقٌ أتـانــي لـلـصَّـواعــق يـعـقــــبُ
فـارتـجَّ نطـقـي والعـيُـــون تسـمَّـرتْ
و كأنـَّمــا شـمـسـي بـدت تـتـغـــيـَّبُ
ريـقـي تجـفَّـف مـن لهيـب حـرارتـي
و الـنّـار فـي جـوفي تـزيد وتـلـهـــب
والـتـفَّـت السـَّاقـان خـــــارتْ قـوَّتـي
و الرُّوح مـن بـيـن المفاصل تسـحـبُ
ذهبـت قـــواي ولــم أجـد لي مـلـجـأً
إلا الـعـظــيـم فــأمْـــــره لايـُحــجَـبُ
أبـنـيَّـتـي: لا تــحــزنــي و تــضـرَّعـي
عـلِّـي عــن الـنـيـــران عـفـوا أُحجـبُ
واسـترجـعـي ربّ الـعـبــــــاد مـحـبَّـةً
فـالـكـــــــلُّ مـَـيــْتٌ دوره يــتــرقــَّب
فالـخـلـق تـفـنــــــى لاخـلـود لـحـادثٍ
قـدري أتـانـي أيـن مـنـه الـمـهـــــــرب
تـلـك الـمـنيّـة قـد سعت في مهجــتي
مـن هـولـهـا أغـصـان عـمـــري تحطب
هــاقــد أتـت والله يـعـلــــــم حـالـتـي
أظـفـارهـا فـي جـــوف صدري تنشـبُ
فلكم جمعــت مـن الـذّنـوب بـجعـبتي
والـيـوم صـرت مـن الأســـــى أتـعـذَّب
يـاعـالـم الأســـــــــــرار هـوِّن كـربـتــي
ربـِّي أغـثـــــــنـي أنـت مـنِّــــي أقــربُ
قـد هـزَّت السَّـكــــــرات كلَّ جـوارحـي
والـنـّار فـي جـوف الحشـــــــا تتـلهَّـبُ
ذي حـالـتي يوم الفِــــــراق حـبيـبـتـي
و غـداً الـى قـبـري وحـيــــــــدا أذهـبُ
بقلم الشاعر سمير أحمد تشتوش
تعليقات
إرسال تعليق