قاسم ملحم
على عتبة الغروب, من هذا اليوم المسكون بمحاولات النجاة
أمواجُ حديثٍ من حميمٍ آن ، تربتُ على أرداف الخيبة
تطوفُ بكل الصور المبهمة، وكل بصيرةٍ ثاقبة على شواطىء الهروب
لمحتُ زائراً في ريعان اللهفة،
يفاوضُ عينيك عن اقتناص القبلات
يراودُ المساءات عن إغلاق الستائر، من باب الإحسان في حق الجوار
يطرق بابك ليُلقي من السلام قُبْلة الرحيل
قد آن مباشرة السفر على حدود التقويم،
فلتبغ ما كتب الله لك من آنية القطاف، قل بلغ النضجُ مَحِلَّه
ينزلقُ لعابُ البوح بين منعطفات الحوار
حديثُ الذات،صخبُ اللقاءات، جلساتُ العمل، وضجيجُ المواصلات
طول الانتظار، اشارات المرور المُكتظة باستراق النظر بين العابرين،
مفارق الطرق الممتلئة بالشرود مزدحمة بالمارة
كثيرةٌ هي الأحاديثُ التي تنهمرُ على طاولة الحوار
خصبةٌ أفواه الحاضرين برغبة الحديث،
تتجول ثقافة التذوق على شفاههم، الجميع يجلسُ و الرغبةُ بالبوح تملؤه
فاجئيه كل ليلة، فالدهشةُ مقياس نبضه القاني
كوني كل ليلة امرأة جديدة،
مثل عبق البراءة،
كوني طفلةً تكتنزُ بالحياة،
كوني غنيةٌ بالفتنة اذا ما ضاع صواع الملك، سيكون لك يوسفك العائد من جب الإشتياق
***
آب، قبل أن تغادرنا كيف لي أن أطمئن
فدماثة الروح لا تكفي لتكُفَ تدفق أفكارنا السوداء
حتى الأفكار قد تُخدشُ من انصهار المشاعر عند برزخ الخيط الأبيض و الخيط الأسود
بزوغُ الفجر قد يكشف لنا هوية الغياب
اذا بلغ أغماضُ الجفون نشوة الوصال في الخيال
لا زالت سطوةُ وهج الظهيرة تنادي الفكرة بأجمل الأسماء
لكنها المرايا، لا تحفظُ سراً
كثيراً ما تُزين لك شراسةَ الليل بذخ الوسائد بالأسرار
و تراود الشراشف عمّا تحملُه من اكتئاب و بهجةٍ تنفلتُ معها الأسارير
موجةُ اشتعال الحرائق بين تضاريس الأرض الخصبة تثيرُ في مدارات الشرود درجات رطوبة طاغية
كم هي طاغية ملامحك،
وكم نحن طغاة مثلك،
يملؤنا الألم، وتكذبُ شفاهُنا بعد كل قُبلةٍ تنتهي بالعذاب
فنتباهى بالعزيمة ،
آهٍ ،"كم نُجيد الانكار"
في كل يوم معك نجلبُ لأنفسنا هلاكاً جديداً
العزلة الرهيبة،رفيقة صمتنا
مفتاحُ بوحنا القاسي
نلهو معها بإدمان الحديث للمرآة،
مصلوبة أحلامنا بصورة على الجدار
لهيبُك يسطو على وهج أنفاسنا،تتناوب الحرائق فينا دون إنذار
لا هوية لوهج يملؤ المرايا في أحلامك الإنفرادية
لا سبيل لرؤية سحب الدخان في سماء الصمت
فبعضُ الليل طاعنٌ في البُغض و اللهفة
تتوالدُ الأفكار،
ويبقى بينك و بين آب أفقٌ لا يهدأ نبضه، بين المد و الجزر
بقلمي :قاسم ملحم
الخميس 26/8/2021
تعليقات
إرسال تعليق