طارق المحارب
طارق المحارب
دُجـــــاكَ بلا مصابيــحٍ مُضاءُ
إذا ضنَّتْ بأنجــــمِها السَّـــماءُ
و حِبرُكَ في اتِّساعِ الأفْقِ جارٍ
سحاباً عَجَّ في فـــمِهِ السَّخاءُ
تراءتْ كلُّ محـــبرةٍ شــــعاعاً
وإنْ صغرتْ فقدْ عظُمَ العطاءُ
بها الأذهانُ أعطــــتْ ما لديها
عُصارةُ فكْــــــــرِها ألفٌ و باءُ
هيَ النَّزفُ الذي أحيا فعاشتْ
على سطرِ القراطيسِ الدِّمــاءُ
يُحرِّكُها نســـــــيمُ الفِكرِ حتَّى
يُرى فيها استواءٌ و انحـــــناءُ
تجفُّ حـــروفُها شكلاً و.. لكنْ
بداخلِها زهــــــــــورٌ و انتشاءُ
إذا كانَ السَّـــــــوادُ ظلامَ ليلٍ
فمنْ هذا السَّـــوادِ أتى السَّناءُ
و ما للعلمِ في الدُّنيا شقيـــقٌ
إذا فــي غيرِهِ وُجِدَ الإخـــــاءُ
فريدُ الدَّهــــرِ أفردَهُ التزامٌ
كما لزمَ الرِّســــالةَ أنبياءُ
و كمْ منْ هديِهِ رقَّتْ قلـــوبٌ
أُصَيْحابٌ لها هــمْ أشقياءُ
كمثلِ الأمِّ تدعو ربَّ عرشٍ
فيُثمرُ في تضرُّعِها الدُّعاءُ
إذا يشفي الجسومَ دواءُ طبٍّ
فإنَّ العلمَ للنَّفسِ الشِّفاءُ
يكبِّرُها بلا وزنٍ و حـــجمٍ
لها بحرٌ و ليـــسَ لهُ فناءُ
يصرُّ يراعُهُ فترى نعــــــيماً
و أرضاً عمَّ ساكنَها الرَّخـــــاءُ
و لولا العلمُ ما سُبِرتْ بحارٌ
و لاحملَ الفضائيَّ الهـــــواءُ
تعليقات
إرسال تعليق