سمير احمد تشتوش
سمير احمد تشتوش
أنـا السـوريُّ أنـهـكـنـي الـبـكاءُ
و أرهـقـنـي الـتـأوُّه و الـعـنــاءُ
نـجـومُ الـكـون أسـقـمَهـا أنيـني
و غـيـث الـغـيـمِ أتـعـبـه الـبـلاءُ
لـفـرط مـواجعي رمَـدتْ جـفـوني
وغـاب الـبـدر وانـدثـر الـضـيـاءُ
فـداري هُــدِّمَــت والأرضْ مـاتتْ
لـفـرط مصـائبـي تبكـي السمـاءُ
ألـوذُ لرفقـتـي فـأرى هـمـومـاً
عـلـى الـخـديـن تنْسـال الدمـاءُ
فحالُ الكـلِّ مثلـي في المآسـي
و صـوت الأهـل يتبـعـهُ الـرجـاءُ
أنـوح وأشـتـكي ظـلـماً وقـهـراً
من الأخـوان قــد ضـاع الـوفـاءُ
ستـائـرُ غـرفـتي تنـعـي رؤاها
و بــاب الـدار أوصـدَه الــعـزاءُ
أواري والـدي في جـوفِ أرضي
ودمـع العـيـن أرهـقَـه الفـنـــاءُ
ويتـلـوه الـشـقـيـق بكـلِّ فخـرٍ
و مـن أكـفــانـهـم بـان الإبــاءُ
أردت رثـاءهـم بـمـداد قـلـبـي
فـجـفَّ الـحـبـر مذ رُفع الغطاءُ
توضَّـأت الحـروف بمـاء حـزني
وصـلـَّى الحـرف واحتدم الرثاءُ
وبات الشعـرُ يسـجـد بافـتـخارٍ
بـأرض الـخـيـر قـد نـاح الرداءُ
ولـكـنـَّـا سنـتــبـعهــم قـريـبـاً
فـحـور العـيـن تيـمهـا اللـقـاء
فيـاشـامَ الكـرامـة: أنـتِ مـجـدٌ
لـكــلِّ الـخـلْــق طــبٌّ أو دواءُ
و أنت الـجـنـةُ الـفيـحـاءُ فـينـا
إليـك الصـبـح غـنَّـى والمسـاءُ
فلا تخـشـَي ذئـابَ الغـدر يوماً
فنـحــن الأُسْـد إن وجب الفداءُ
لنا في سـاحـة الميـدان سـبـقٌ
و للأعــداء فـي الـهـيـجا ثغـاءُ
بنا تسـمـو الـبـلاد و لا نبـالـي
بــعـربــانٍ لـعـزَّتـهــم أسـاؤوا
فأرضُ الشـام مـقـبـرة الأعـادي
ودار الـمجد شيـمـتـهـا الـعـلاءُ
بـلادي شـمــس أرضٍ للـبـرايا
بـنــور شــهـيـدنـا أبـداً تُـضـاءُ
تعليقات
إرسال تعليق