الدكتور جاسم الطائي
الشاعر:
الدكتور جاسم الطائي
حماها مثل جيدي من سقامِ
وذكراها لَتنخرُ في عظامي
ففي الحيّ الذي عنّا بمنأى
خليلٌ أرتجي معه مقامي
عن الأطلال تندبها وعنّي
ألا بلّغْ على نُأيٍ سلامي
أناخ الركبُ فانفرطت عقودٌ
من الأحلامِ تنذرُ بالختامِ
وحلّ الروعُ فانفطرت قلوبٌ
ولاح السربُ موصولَ الجهامِ
وبعدهمُ الديارُ غدت قفارا
وكانت جنةً و دُنى غرامِ
فمذ رحلت وفرقنا قضاءٌ
ودمعي صار بعضاً من مدامي
مدامٌ أحتسيها في ليالٍ
فترجع مثل وابلة الغمامِ
وندماني الثريا والقوافي
وتنعابُ الغراب على الدوامِ
رماني إذ غواها حسنُ خَلقٍ
فأبطل طيفُها أبدا صيامي
يروّيني بريق ليس يروي
ويلهب فيَّ أنفاس الهيامِ
ويهجرني ولم أبلغ فطاما
ألا بئسَ الفطامُ لذي ذِمامِ
ودهرٍ للصـــبا منهُ تِراتٌ
غدونَ على احتدامٍ واضطرامِ
يمزقني عظيم الخطبِ همٌّ
فأهرمُ حيثُ يعلو كالسنامِ
وتغويني الرزايا في مشيبٍ
كواعبُ هنَّ عبقاتُ اللثامِ
ولا أرجو لطيفكمُ بديلاً
حِمامي فيه أنعم من حمامِ
يعربد في خيالي حين اهذي
ويورثني مجافاة المنامِ
على صدٍّ فإنّ الرحبَ لحدٌ
وحِلّي بين أحشاءِ الظلامِ
ألا ردّوا على رسلِ السلامِ
بحق الله معبودِ الأنامِ
تعليقات
إرسال تعليق