طارق المحارب
الشاعر
Tarek Almohareb
طارق المحارب ..
27/11/2020
تأبى سماؤك ..
تأبى سماؤُكَ أنْ تظلَّ سمائي
و هواكَ يأبى أنْ يظلَّ هوائي
ما عدتَ تتقنُ في القريضِ سوى الذي
أبياتُهُ توَّاقةٌ لهجائي
يا موطناً عبثَ السَّوادُ بأرضِهِ
فغدا الكساءَ إذا ارتديتُ كسائي
نضبتْ مياهُكَ و الجٍنانُ تفحَّمتْ
فأتيتَ منْ عطشٍ تريدُ دمائي
و اصطدتتي لتُقيتَ ثغراً جائعاً
فوجدتَ جسميَ يابسَ الأشلاءِ
ما عادَ في جسديْ سوى جوعٍ ثوى
و البردُ يؤلمُ قرصُهُ أحشائي
أنا مذْ وُلِدتُ وجدتُ زاديَ هارباً
فمضيتُ أبحثُ راغباً بعطاءِ
فبخلتَ ثمَّ تركتني تحتَ الدُّجى
مصلوبةً في عتمِهِ أعضائي
مازلتُ طفلاً في عظاميَ حاجةٌ
لبنائِها و الهدْمُ كانَ بنائي
قدْ ضنَّ ثديٌ بالحليبِ ولمْ تعدْ
كلُّ الطُّفولةِ ترتوي بغذاءِ
جوَّعتني حتَّى فقدتُ نضارتي
و قتلتَ صِبْيةَ حارتي و نسائي
و بحثتُ عنْ بيتٍ بديلٍ لمْ أجدْ
كلُّ البيوتِ تضيقُ بالنُّزلاءِ
إلَّا المقابرَ لا تضيقُ و كمْ غدتْ
تُؤوي و تُكرمُ معظمَ الضُّعفاءِ
يا لَلحياةِ إذا غدتْ عبئاً على
أهلٍ لها مرضى بلا استشفاءِ
أودتْ حروبُ الطَّامعينَ بزرعِنا
ومضتْ تبثُّ سمومَها في الماءِ
و أتَوا بقيصرَ مُزهِقاً أرواحَنا
و مؤازِرا لمطامحِ الأعداءِ
حتَّى أماتَ النُّورَ في أحداقِنا
و سرى يبثُّ البؤسَ في الأرجاءِ
قدْ غيَّروا مجرى السَّحابِ فلمْ تعدْ
في الأفْقِ سحْبٌ أمطرتْ بسخاءِ
و الطَّيرُ أرَّقهُ الصَّباحُ و إذْ بهِ
هجرَ البلادَ بساعةِ الإمساءِ
هذا زمانُ الأقوياءِ ولا أرى
إلَّا الدُّخانَ يلوحُ في الأجواءِ
فاستيقظوا و تنبَّهوا و تآلفوا
بل و انظروا ببصائرِ الحكماءِ
تُستضعفونَ و أنتمُ الأقوى إذا
لملمتمُ شملاً بلا استثناءِ
همْ ينعمونَ على الضِّياءِ بعيشِهمْ
و جمبعُنا يشقى على الظَّلماءِ
فكُّوا الحصارَ بعزمِكم وقرارِكمْ
و تخلَّصوا منْ سطوةِ الحلفاءِ
و انأوا بأخلاقِ الجدودِ عنِ الهوى
و تدثَّروا بمعاطفِ الرُّحماءِ
طارق موسى المحارب ..
بقلمي ..
— مع Wafa Ghanem و٧٦ آخرين.
تعليقات
إرسال تعليق