صباح عيسى
الشاعرة
صباح عيسى
ثرثرةُ المواسم
وقفتُ عندَ ناصيةِ الغيابِ
أراقبُ صخبَ المواسمِ
لا جرعةَ موتٍ رحيمٍ
تنتظرنا
إنّهُ أوانُ مواسمِ الأفول.
ظننتُ أنّنا حينَ نعودُ
ستنجبُ المواسمُ عطرا
شموسا وأقمارا .
تزهرُ في المآقي
صورَ من رحلوا
تقفزُ في طفولةِ أحلامنَا
أرانبَ تتلهّفُ للحقول.
تتذوّقُ البياراتُ
حموضةَ الّليمونِ
تناجي كفًّا حانيةً
على الزّيتونِ
حينَ أصابعُ السّنديانِ
تعرّشُ في دمي.
كانتِ السّتائرُ تسرقُ سرّ الأشرعةِ
في آخرِ ليلٍ محرقٍ
وارفِ الشّجنِ
تنقرُ أرواحَنا
في الاقفاصِ
ترسمُ على الجدرانِ
ملامحَ وجهٍ شرقيٍّ أبكم.
أيّها المنفيُّ
بيني وبيني
وأنتَ تدركُ
أنّكَ أنّي
حينَ تحطُّ في كفّي المواسمُ
تنبتُ السنابلُ
بينَ أجفانيَ والمطر
تتدلّى عناقيدُ الحبق
يرتشفُ العنبُ
قبلاتِ الدّوالي
ويهدرُ الماءُ في صلواتِنا
تراتيلَ الشّتول.
ألِفَت العصافيرُ
فزّاعةَ القشِّ
تمرُّ عليها كلَّ صباحٍ
تسرقُ قشّةً لعشِّها
بعيداً عن
لصوصِ النّوافذ.
هل يطفئُ الأزرقَ البحريّ
أطيافَ الدّمعِ
في حكايةِ الشاطئِ البعيدِ
في ذاكرةِ الماءِ
في العطرِ
في النسيان.
فقط نحنُ العاشقونَ
نظنُّ
وإنَّ جميلَ الظنِّ
إثم ..
صباح عيسى
تعليقات
إرسال تعليق