رباب المعوش
قلب في الصقيع
لم تعد كما كانت
ارتداها الصقيع وشاحا
شاردة في عاصفة الحياة
يعانق الضباب روحها
حتى دموعها اتحدت والجليد
تجرّ عربة مثقلة بالهموم
تنظر حولها تلتقط أنفاس الغيوم السوداء
ليست وحدها خلفها ظلال عربات مشردة
باردة كقصة وطن من عصر جليدي
لا حياة فيها
ولا احدا سيرويها
كم نحتت الصبر في دفء الوريد
يأتي فأس الظلم ولا يخشى الوعيد
وتهبّ العاصفة برق ورعد وريح
ألحان أمل للحياة
وفي روحها عاصفة حزن
دمرت جسر حلم فمات
هي والليل رواية القمر
كلّ يوم يرددها بصمت
ولا يسمع صداها سواها
راهنت على ضحكتها
فخسرتها في ركنها العتيق
حين كانت تهرب إلى الشمس
تختبأ في ظلّ براءتها
تبتسم لها أرجوحة طفلة
تزغرد لها الزنابق
تلفحها نسائم الحياة
تتعربش قوس قزح لتخبئ أسرارها
في ذاك الشارع القديم
وأتى الصقيع يبكي على نافذتها
فنامت في حضن الليل البارد
وكم من ربيع مرّ ولم يلمحها
وغفا الزهر وزهرّ الثّلج
وباعت أغاني الربيع
رباب المعوش
تعليقات
إرسال تعليق