هيفاء شاكر نصري
دمشقيُّ الملامحِ
جسدُك بيتٌ دمشقي يعبقُ بالياسمين ْ
أزورُه في كلِّ يومٍ بشوقي ..
أقطفُ منه السفرجَلَ
أسبحُ في بحرةِ الدارِ ..
حين يفيضُ الحنينْ
رائحةُ الشامِ تخرجُ من مساماتِ جلدِك
ومن كتفَيك يطيرُ الحمامُ الدمشقيُّ
ذات اليسارِ وذات اليمينْ
عيناكَ كفتحاتٍ سماويةٍ ...
أطلُّ على العالمِ منها
فتصحو السماءُ ...ويرقصُ قلبي
على وترِ الماندولينْ
أيا رجلاً يكتظُّ بالعطرِ قربي
كيف أقاومُ هذا الوجهَ الصبوحِ
وقهوتي طعمُ شفاهِكَ
ممزوجةً بذكرياتِ السنينْ
مازلتُ أبحثٌ في ذاكرتي ....
عن أسماءِ المقاماتِ
التي زرتُها يوم كنتُ صغيرة
وحين أطالعُ تلك الخطوط فوق جبينِك
أقرأُ أسماءَ كلّ الصحابةِ والمرسلين ْ
دعني أنام براحةِ كفِّك ،
أدخلُ قلبَك طوعاً وأبقى هناك
وأترك عطري بتلك اليدينْ
ثلاثون عاماً مضتْ ....
أمارسُ فيها فنَّ السيرِ
بكلِّ شوارعِ هذا البلد
أسمعُ صوتَ الناي الحزينْ
ولكن منذ طرقتُ أبوابَ هذا البيتِ العتيق
وشممتُ رائحةَ الياسمينْ
وجدّتُ بك يا أيها الدمشقيُّ ...وطني
ومعك حِبيبي من بعدِ هذا الضياع
وصلتُ لنورِ اليقينْ
هيفاء نصري
من ديوان : سنلتقي في دمشق
تعليقات
إرسال تعليق